بحيرة شوران
تقع بحيرة شوران شرق مدينة بئر علي باتجاه الطريق المؤدي إلى منطقة ميفع
بمحافظة حضرموت. وقريبه من بئر علي ولا تتعدى مسافة 300 متر من الشارع
الساحلي المتجه الى عدن من المكلاوللذهاب هناك عن طريق احد أهلي بئر علي
ممن يعرفون الموقع حيث لا يوجد أي اشاره أو لوحة تدل على المكان .
وهي بحيرة بركانية عملاقة تتميز بمياهها ذات اللون الفيروزي فوق بركان
خامد تحيط بها أشجار الشورى (المانجروف)، وتكثر حولها القصص والأساطير..
من على قمة الهضبة اتجهت أنظارنا نحو الأسفل باتجاه البحيرة، حيث يعتقد أن
انفجاراً بركانياً كبيراً قد تعرضت له هذه المنطقة في الأزمنة الجيولوجية
السحيقة نتج عنها هذا التشكيل التضاريسي الخلاب، إنها آية في الجمال
الآخاذ، وهنا يلتقي طرف هذه البحيرة عبر برزخ صغير مع مياه البحر العربي
بينما يحيط بها الجبل من كل الاتجاهات بينما تنتشر أشجار المنجروف حول
البحيرة بشكل جلزوني.
البحيرة عبارة عن هوة سحيقة في أعماق جبل ضخم على ارتفاع شاهق يتطلب بلوغ
قمته للإطلالة على البحيرة اجتياز مسافة تقدر بحوالي مائتي متر، بخطوات
تحكمها الخفة والمهارة المقرونة بالتأني والحذر، وما أن تصل إلى أعالي
الجبل وأنفاسك تكاد أن تنقطع حتى تفاجأ بمشهد البحيرة الهادئة التي تتناثر
على ضفتيها نباتات وأشجار لا تبدو مألوفة، تبقى في حالة صمت مطبق وعيناك
تجول في أرجاء المكان في البحيرة وحواليها الجبل ومن خلفها البحر أو
اليابسة وتستمع لبعض مايقوله المرافقون الذين أكدوا أن البحيرة عبارة عن
فوهة بركان خامد وأن مياهها التي لاتشبه على الاطلاق مياه البحر، مياه
كبريتية، والأشجار المحيطة بالبحيرة لايوجد لها مثيل في الحجم والشكل هذا
ماقالوه وجزء من كلامهم منسوب إلى استخلاصات استنتجها عدد من الباحثين
الغربيين والغطاسين الأجانب الذين زاروا البحيرة وقام بعضهم بالغوص في
محاولة فاشلة للوصول إلى أعماق البحيرة التي لايبدو أن لها قرار معلوم، كل
ماتلقيناه حاولنا بلغة العقل تقبله وتفهمه بعيداً عن جو الأساطير
والمبالغات، لاحظنا في هذه الأثناء وجود صخور شبيهة بالصخور البركانية
مترنحة في مناطق مختلفة من منحدرات الجبل وعلى بعد عشرات الأمتار عينات
كثيفة من هذا النوع من الأحجار، وهو ماعزز لدينا صحة قول أعيان المنطقة عن
البحيرة التي تشهد حالياً مشروع شق طريق يتبناه عدد من رجال الإعمال حتى
تكون موقعاً فريداً يرتاده السواح.
ويقال أن هناك مشروعاً استثمارياً لإعادة تأهيل هذه البحيرة بحيث تكون أكثر سهولة وجذباً للأفواج السياحية المحلية والخارجية .
الصــــور